المخاطر التى تواجه شمال السودان





بعد تصريح القوات المسلحة السودانية الذى ذكر فيه أن العلاقة بين إسرائيل وجنوب السودان لا تمثل خطرا على الشمال، وهو التصريح الصادر عن المقدم الصورامى خالد سعد، لكن التاريخ يقول للقوات المسلحة السودانية عكس ذلك، ففى الحقيقة أن من الاسباب الرئيسية لإنفصال الجنوب عن الشمال هو إسرائيل بطريق غير مباشر، وذلك عن طريق إمداد الجنوب بالسلاح الإسرائيلى الذى كان عون لقوات الجنوب المتمردة وهى أيضا السبب فى التمرد الموجود فى إقليم دارفور عن طريق إمداد القبائل المختلفة والمتناحرة فيما بينها بالسلاح والتى لا تستطيع القوات المسلحة السودانية السيطرة عليها حتى الآن.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه لماذا إسرائيل ممكن أن تقف بجانب جنوب السودان وتغذية بالسلاح؟ السبب الأول هو الحلم اليهودى فى صنع الدولة الإسرائيلية من النيل إلى الفرات فترغب دائما فى شحن السودان فى عداوت وحروب مستمرة تستنهك قوتة لكى لايصبح هناك دولة أقوى من إسرائيل فى الشرق الأوسط، السبب الثانى هى أنها رأت أن السودان دولة كبيرة فى الحجم، وتحتوى على العديد من الثروات والمقومات التى ممكن أن تمكنها أن تكون دولة قوية فى الشرق الأوسط فتسعى إلى تفتيتها ونجح الجزء الأول من الخطة بأن إنفصل الشمال عن الجنوب، وحاليا الجزء الثانى من الخطة فى دارفور بحيث أن ينفصل دارفور عن الشمال فيفقد الشمال أغلب مواردة، السبب الثالث أن يتحول الجنوب عدو للشمال على الدوام وتحدث الخلافات على الحدود بين هاتين الدولتين للحصول على القدر الأكبر من البترول لإستمرار الشمال فى حروب مع الجنوب ومع عدم القدرة على السيطرة على إقليم دارفور مع العلم أن  قضية الحدود بين الدولتين لم تناقش حتى الآن، وبالطبع فإن فى حالة عدم حلها سوف تحاول الجنوب إثارة الفتن فى درافور كورقة ضغط على شمال سودان.

لكن رأى الشخصى حاليا أن يحاول شمال السودان حفظ الأمان فى نطاق دولته على أساس العدالة والمساواه، وبناء جيش نظامى قوى لكى يحفظ السلام لأبناء شعبه، وليس فى الدخول فى الحروب التى سوف تنهكه فى هذه الفترة، يحفظ السلام من أجل بناء دولة سودانية قوية، والإتجاه إلى بناء مصانع سلاح بدل من إستيرادة وهى صناعة مربحة وسوف تصبح مصدر دخل وحماية فى نفس الوقت للسودان، وفى أخر كلامى أتمنى للسودان السلام والقوة وأن يحفظه الله بالأمن والأمان.